اتخذت عبير الشحي البالغة من العمر 28 عاماً قراراً بأن تتعلم لغة الإشارة، مستلهمة ذلك من جارها الأصم الذي لم تثنه إعاقته عن ممارسة حياته الطبيعية. ومنذ ذلك الوقت عملت عبير على تشجيع أكبر عدد ممكن من الأشخاص لتعلم لغة الإشارة أو ما أسمتها بـ "القوة الخارقة" التي يمكن أن تغير حياة الكثير من الناس. وتعتبر عبير الشحي أول إماراتية معتمدة مختصة في لغة الإشارة والترجمة فورية.
وعن مسيرتها في تعلم لغة الإشارة تقول عبير: "لقد بدأت في تعلم لغة الإشارة عندما كنت في العاشرة من عمري، حيث كان يسكن بجوار منزلي في مدينة خور فكان جار أصم، وكنت أتبعه في كل مرة يزور فيها البقالة، وكنت أتساءل دائماً كيف يتمكن هذا الشخص من التواصل مع البائع وكيف يتمكنون من فهم بعضهما البعض. لقد كان لدي فضولاً لمعرفة ذلك، وكنت أعتقد أن البائع لديه قوة خارقة وأردت أن أكون مثله وان تكون لدي مثل تلك القوة.
بعد أن تخرجت عبير من المدرسة، التحقت بالجامعة لدراسة الإعلام أو العلوم السياسية ولكن سرعان ما غيرت رأيها في نفس يوم مقابلة التخصص. وقالت: "لقد ذهبت إلى مقابلة تخصص الإعلام ولكنني لم أتمكن من الدخول إلى المقابلة لأنني لم احضر بطاقتي الجامعية، وبينما أنا في طريقي رأيت مجموعة من الطلاب يقدمون مسرحية وقررت البقاء لمشاهدتها، وقد غيرت هذه اللحظة حياتي حيث كانت المسرحية عن الإعاقة السمعية وقام بأدائها طلاب صم."
قررت الطالبة عبير بعد مشاهدتها المسرحية أن تلتحق في تخصص التربية الخاصة في جامعة الإمارات العربية المتحدة.
"تذكرت حينها جاري الأصم وقد تيسرت أمور التقديم إلى تخصص التربية الخاصة وعلمت في ذلك الوقت ماذا أريد أن أصبح في المستقبل."
تخرجت عبير عام 2003 وحصلت على درجة البكالوريوس في التربية الخاصة وعملت بعدها معلمة إعاقات ذهنية في مركز الفجيرة للرعاية والتأهيل.
وذكرت عبير "إنني اكتسبت خلال العام الأول الكثير من الخبرة من خلال تعاملي مع أطفال الاحتياجات خاصة، ولكنني كنت أرغب في تطوير لغة الإشارة لدي، ولعدم وجود مراكز مختصة في الدولة لتعليم لغة الإشارة، كان من الصعب تعلمها بشكل مهني، ولذلك بدأت بالبحث خارج الدولة عن مراكز مختصة وتمكنت من تعلم لغة الإشارة على يد مختصين معتمدين في السعودية والكويت وعمان.
وفي عام 2009، وبعد حصولها على أكثر عن 300 ساعة تدريب، أصبحت عبير أول مختصة إماراتية في لغة الإشارة وأول مترجمة فورية معتمدة.
لقد ساعدني حصولي على الرخصة في فتح العديد من الفرص أمامي ومواجهة العديد من التحديات والمسؤوليات في نفس الوقت، ولكن ذلك لم يثنيني للأنني كنت على يقين بأني سأكون صوتاً للأشخاص الصم وسأساعد في تعليم الناس كيف يتواصلون مع أصحاب الإعاقة السمعية."
لقد كان عمل عبير يتضمن دمج الطلبة الصم في المدراس الحكومية وقد بدأوا بدمج خمسة طلاب عام 2011.
"وبعد أن قمنا بأول محاولة لدمج طلبة الاحتياجات الخاصة، تمكننا من الحصول على موافقة كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة تنمية المجتمع لدمج كافة الأطفال من ذوي الاعاقات السمعية في مدراس دولة الإمارات، وكانت لحظة انتصار بالنسبة لي."
وفي ذات السنة بدأت عبير في دراسة الماجستير في تخصص التربية الخاصة، وفي عام 2012 بدأت في تدريس لغة الإشارة لموظفي الدوائر الحكومية في جميع أنحاء دولة الإمارات.
وكانت عبير من ضمن الـ44 إماراتياً الذين تم تكريمهم من قبل صاب السمو الشيح محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في مبادرة أوائل الإمارات عام 2015 وذلك لإسهاماتهم في تنمية دولة الإمارات العربية المتحدة
"وقد أعربت عبير عن فخرها بالتكريم قائلة: "لقد كان هذا التكريم دافعاً كبيراً بالنسبة لي وقوة لتقديم المزيد."
وعملت عبير خلال السنتين الماضيتين على إنشاء أول قاموس إماراتي للغة الإشارة وذلك بالتعاون مع مجموعة من الخبراء وذوي الإعاقة السمعية لتوحيد لغة الإشارة واختراع إشارات جديدة للكلمات.
وبعد عامين من العمل الدؤوب، تم الانتهاء من إنشاء القاموس وفي هو الآن في انتظار الحصول على موافقة مجلس الوزراء في دولة الإمارات ليتم نشره.
وعن شغفها بمساعدة ذوي الهمم في الدولة، أضافت عبير: "أؤمن أننا جميعا خلقنا لهدف، وأنني خلقت لتمكين أصحاب الهمم ولأحصل على القوة الخارقة التي منحهم الله إياها."
There is no English content for this page
There is a problem in the page you are trying to access.